خاص - معلومة جديدة - مشكلة الخجل عند الأطفال .. كيف يكتسب الطفل المهارات الاجتماعية تشتكي كثير من الأمهات والآباء من مشكلة الخج...

تشتكي كثير من الأمهات والآباء من مشكلة الخجل والحياء عند الأطفال، وهو مايسبب لهم إزعاج وقلق بالغ، وأحيانا يضع الأب والأم في بعض المواقف المحرجة مع الآخرين، حيث يتحاشى الطفل الكلام مع الآخرين، خاصة الأشخاص الغرباء عن الأسرة.
يبدأ هذا الأمر مع الطفل الخجول عادة من سن سنتين وحتى ثلاثة سنوات، وعادة ما يستمر إلى سن دخول المدرسة، وقد يطول قليلا عن ذلك، إذ يبدأ الطفل في هذه المرحلة العمرية بتجنب الحديث إلى الآخرين والبعد عن الغرباء ويتحاشى المشاركة في كل المواقف الاجتماعية تقريبا.
ويعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الخجل عند الأطفال ما يلي:
1- عد الثقة في الطفل من قبل الأبوين أو أحدهما أو من المقربين منه، وهو ما يكسب الطفل شعورا بالنقص وأنه إذا تكلم أو إذا اتخذ أي قرار من تلقاء نفسه فسوف يجد من ينتقص من قدره.
2- العتاب المتكرر والتأنيب المستمر للطفل على أي سلوك يقوم به، حيث يكره الأطفال بشكل عام هذا الأمر، خاصة إذا كان العتاب أو اللوم على موقف لا يستحق العتاب والتأنيب، أو إذا أعطى الأمر أكثر من حقه.
3- مقارنة الطفل ببعض أصدقائه، خاصة ممن لهم قدرات مميزة تفوق قدرات الطفل، وهو الأمر الذي يجب أن نحذر منه كثير من الآباء والأمهات، وقد يكون هذا الأمر بسبب الظروف الاقتصادية الضيقة التي تعيشها الأسرة، ولا يستطيع الطفل مجاراة بعض أصدقائه سواء في الملبس أو المأكل، أو في شراء بعض الألعاب، ويشعر بالنقص، ومن ثم يشعر بالخجل.
4- عدم شعور الطفل بالأمن والطمأنينة، وبالتالي يلجأ للعزلة وعدم الاختلاط مع الآخرين، فبسبب خوفه من المجتمع يبقى الطفل خجولا طيلة الوقت، خوفا من الانتقاد الذي قد يلقاه بسب أي تصرف قد يقوم به.
5- إشعار الطفل منذ صغره بأنه خجول، وتكرار كلمة الحياء والخجل أمام الطفل كثيرا، مما يرسخ قناعة لديه بأنه خجول فعلا، ويرفض بشكل لا إرادي التعامل مع الآخرين.
6- يعد كذلك من أهم هذه الأسباب هو إشعار الطفل بالتبعية وأن عليه السكوت والصمت طيلة الوقت، وأنه يجب أن يتلقى الأوامر من والديه حتى يقم بفعل شئ من تلقاء نفسه، وكذلك عدم الاهتمام بأخذ رأيه مثلا في الأمور الخاصة به، مثل الأكل والشرب والملابس والألعاب وغير ذلك، أضف إلى بعض الأمور التي تهم الأسرة كلها.
ولعلاج هذه المشكلة عند الطفل عليك باتباع الخطوات التالية:
أولا: على الأم والأب تجنب الأسباب التي تؤدي إلى الخجل، والتي ذكرناها في أول هذا المقال.
ثانيا: تشجيع الطفل على أن يثق بذاته وبقراراته التي يتخذها، كثرة الثناء عليه.
ثالثا: إشراك الطفل في أعمال المنزل، مثل إرسال الطفل لشراء بعض متطلبات المنزل، وحثه على ترتيب غرفته، والثناء على كل ما يقوم به من أعمال.
رابعا: تجنب التجريح والذجر المتكرر أو العتاب واللوم، والتخفيف منه قدر المستطاع إلا في الأمور الكبيرة التي تتطلب هذا الأمر فعلا، ويجب على الأم والأب خاصة الأم العصبية أو الأب العصبي الذي ينفعل سريعا، أن يتحلى بقليل من الصبر مع الطفل.
خامسا: إطلاق العنان للطفل وتركه يعيش طفولته بحرية تامة، ويفضل إتاحة مكان مناسب للطفل لإخراج طاقته الكامنة من خلال اللعب والركض، فهذا الأمر يساعد بشكل كبير جدا على تحسن نفسية الطفل، وتحسين سرعة استجابته لتعليمات الأب والأم، ويكسبه كذلك ثقة بذاته، وتفاعل مع الآخرين خاصة مع أقرانه ومن هم في نفس سنه.
سادسا: تجنب مقارنة الطفل مع غيره من الأطفال، خاصة من المتميزين، واكتشاف جوانب إيجابية لدى طفلك، وتنميتها وتشجيعه على استثمار هذه الجوانب. فكل طفل من أطفالنا لديه كثير من المهارات والقدرات الكامنة، والتي يجب على كل أم وكل أب اكتشافها وتنميتها.
وعلي الأم أن تعلم أن هذا التميز لدى أي طفل هو رزق من الله، وأن طفلك ليس كما تظنين، لكن عليك اكتشاف مواهب ومهارات طفلك.
سابعا: إشراك الطفل في حوارات داخل الأسرة بشكل متكرر سواء مع الأم أو الأب، وأخذ رأي الطفل في كثير من الأمور، وإتاحة الفرصة له بشكل كامل للحديث، وعدم الاستهانة أو التقليل من كل ما يقوله، ولا بأس من النزول على رأيه في العديد من الأمور، حتى يشعر الطفل أنه مهم داخل الأسرة، وأن أمه وأبيه يستمعون لكلامه ويثقون به.
وأخيرا: يجب على الأم أو الأب التحلى بالصبر، لأن هذه المشكلة لن تحل بين يوم وليلة، ولكنها تحتاج إلى الصبر والأناة مع الطفل.
اقرأ أيضا: علمي ابنك رسم الحيوانات من خلال الحروف.
اقرأ أيضا: علمي ابنك رسم الحيوانات من خلال الحروف.
تعليقات