"طفلي لحوح للغاية وكثير الطلبات ومزعج جدا، ولا يكف عن البكاء حتى يحصل على ما يريد" .. هذه الجمل تتردد كثيرا على لسان معظم ال...
"طفلي لحوح للغاية وكثير الطلبات ومزعج جدا، ولا يكف عن البكاء حتى يحصل على ما يريد" .. هذه الجمل تتردد كثيرا على لسان معظم الأمهات والآباء، حيث تمثل مشكلة الإلحاح عند الأطفال أحد أبرز المشكلات التي تواجه الأسرة، بل ويصعب إيجاد حل أمثل لها. فبعض الأطفال لديهم القدرة على مواصلة البكاء والإلحاح حتى يحصلوا على مايريدون.
وتسبب هذه المشكلة الضيق والضجر للأب والأم بشكل بالغ، وقد يصل بهم الأمر إلى الخروج عن شعورهم في كثير من الأحيان، أو تعنيف الطفل، وأحيانا ضربه وإيذائه، مما يترك أثرا سلبيا على الطفل، ولا يؤدي بالمرة إلى علاج المشكلة أو إيجاد حل لها.
في السطور التالية يسلط موقع معلومة جديدة الضوء على تلك المشكلة، في محاولة منا لوضع تحليل مختصر وبسيط لها حول أسباب الإلحاح وأشكاله وطرق علاجه لدى الطفل.
أولا: أسباب الإلحاح:
بدايةً لماذا يلجأ الطفل إلى الإلحاح؟ وما هي الأسباب التي تدفع الطفل إلى اللجوء لهذا الأمر؟
فكما يقولون: "إذا عُرف السبب، بطل العجب"، لذا سوف نعرض لأهم الأسباب التي تؤدي بالطفل للجوء إلى الإلحاح، ومن ثم يسهل علينا إيجاد حلول لها. ولعل من أبرز تلك الأسباب مايلي:
- التدليل الزائد عن الحد للطفل، وتلبية كافة طلباته بشكل مستمر منذ الصغر.
- محاولة تقليد الآخرين، خاصة من أقرانه الصغار والمحيطين به، وممن لهم تأثير مباشر عليه.
- شعور الطفل بعدم الاهتمام والحب الكافي من الأبوين، أو من أحدهما، مما يجعله يلجأ إلى جذب انتباههم ولفت أنظارهم إليه عن طريق الإلحاح المتكرر.
- أحيانا ما يكون الإلحاح نتيجة الشعور بالرغبة في الاستقلال.
- شعور الطفل بعدم الأمان، وأحيانا شعوره بالملل.
- قد يشعر الطفل بنوع من الحرمان، يؤدي به إلى الإلحاح لطلب شئ ما، وقد يكون هذا الشئ ملك لأحد من أقرانه أو زملائه، فيسعى الطفل لإشباع تلك الرغبة من خلال الإلحاح على الوالدين.
أشكال الإلحاح عند الطفل:
- الإلحاح وطلب الأشياء خاصة أمام الآخرين، لإحراج الأب أو الأم بهدف تلبية الطلب سريعا.
- الصراخ والبكاء المتواصل والارتماء في الأرض، وقد يصل الأمر إلى محاولة إيذاء نفسه.
- الإلحاح للحصول على أشياء بعينها تمثل له أهمية كبيرة مثل بعض الألعاب أو الملابس أو الأدوات.
- محاولة إستدرار عطف الأخرين من غير الوالدين، بهدف الضغط على الوالدين.
- محاولة الحصول على كل ما تقع عينه عليه من أشياء مثل اللعب وغيرها، والنظر لما في يد الغير.
[اقرأ أيضا: علمي ابنك رسم الحيوانات من خلال الحروف]
- نعرض لك بعض الحلول والمقترحات، فعليك اختيار ما هو مناسب منها لحالة طفلك، وعليك التحلي بمزيد من الصبر في التعامل مع المشكلة.
- أولا عليك تجنب العنف مع الطفل، فالعنف وضرب الطفل لن يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيدا، وسوف يترك آثارا سلبية على الطفل.
- لا تخضعي لطلب الطفل المتكرر بشكل سريع، ولكن عليك ترك الطفل يبكي فترة طويلة لمرات متكررة، حتى يتيقن أن تلبية طلبه لن تكون من خلال البكاء، وتمسكي بموقفك ولا تستسلمي لبكائه، لأن ذلك سيدعم سلوك الإلحاح لديه، حيث يجد أنه يأتي بنتيجة.
- عودي طفلك على الطلب بشكل مهذب، والكف عن البكاء حتى يتحقق له ما يريد، وبالتالي تكوني قد علمتي الطفل شيئا إيجابيا، وهو الطلب بشكل حسن ومهذب.
- كوني قدوة للطفل في كيفية الطلب بشكل مهذب، ولابأس من تكرار ذلك مع الأب مثلا أمام الطفل بشكل متكرر، فالطفل يسجل كل مايراه ويسمعه ب ويحاول تقليده كذلك.
- أكثري من الثناء على الطفل في حالة التزم الطلب بشكل مهذب، خاصة أمام الآخرين فهذا يشجعه على التمسك بهذه الأخلاقيات الحسنة، كذلك يوطد الثقة بينك وبينه.
- في حالة اكتسب الطفل ثقتك، عليك أن تبرمي اتفاقا معه، أو أن تضعي قواعد محددة مثلا للتعامل مع طلبات الطفل، مثل تحديد ساعات معينة للعب، أو وضع وقت محدد، أو عدم طلب شئ أمام الآخرين، ولا سيما الضيوف.
- اتفقي مع الطفل على عقاب إذا خالف تلك القواعد المتفق عليها، ومكافأته إذا استمر عليها.
- عليك أن تكوني صارمة في الحفاظ على القواعد التي قمت بالاتفاق معه عليها، حتي يشعر بجدية الأمر، ويشعر كذلك بمدى قوة هذه القواعد ولا يسعى لكسرها، فإنه إن كسرها مرة، فسوف يعاود مخالفتها مرارا، ولن تصبح ذات جدوى في المستقبل.
- عند محاولتك تغيير أسلوبك وطريقة تعاملك مع الطفل فإن الطفل لا يستجيب بشكل سريع كما تتوقعين، وسوف يستغرق هذا الأمر معه وقتا طويلا ليستجيب لك وللأسلوب الجديد، فلا تقلقي، فالطفل يختبر مدى قوة هذه القواعد والحدود الجديدة.
- حاولي لفت انتباه الطفل إلى أي شئ آخر، ودائما جهزي له البديل الذي ينجذب إليه في حالة طلب شيئا جديدا، وهذه الطريقة تعد أكثر تأثيرا مع الأطفال ذوي السن الصغير حتى 4 سنوات.
- تجنبي السيطرة التامة على كل سلوكيات الطفل، وعدم إعطائه القدرة الكاملة على الاختيار والتعبير عن نفسه، حتى وإن كان اختيارا خاطئا، فإتاحة الفرصة للطفل في التعبير عن نفسه والانطلاق تجعله يختار أشياء بنفسه ويبتعد عن الطلب اللحوح من الأب والأم.
- إطلاق العنان للطفل للعب والمرح وقتا كافيا، حتى يفرغ طاقته الكامنة، فغالبا ما تنتج هذه المشكلة من شعور الطفل بالملل ووجود طاقة لديه ولا يوجد السبيل الصحيح لإخراجها.
- في حالة ثورة الطفل، انتظري حتى يهدأ ثم تحدثي إليه وقوّمي السلوك الخاطئ، فالطفل لن يستجيب لأي من توجيهاتك في حالة ثورته وغضبه وبكائه.
- في حالة خطأ الطفل لا تهاجمي شخصية الطفل ولا تحطي من قدره، فلا تقولى له مثلا "أنت غير مؤدب" ومثل هذه الألفاط، فهذه الألفاظ تترك أثرا سيئا في نفس الطفل، بل عليك باستخدام تعبيرات بديلة، كأن تقولي له: "كنت أتوقع منك شيئا أفضل من ذلك" .. وهكذا ..
- وأخيرا، عليك أن تعلمي أن الإلحاح من الأمور المستفزة للأم والأب، ولكن عليك أيضا التحلي بمزيد من الصبر في التعامل مع الطفل اللحوح، حتى تتمكني من معالجة هذا الأمر، فأنت في المقام الأول الأم/الأب وهو مازال طفلا، وأنت أكثر نضجا منه.
جانب إيجابي لدى الطفل اللحوح:

[اقرأ أيضا: علاج مشكلة العند عند الأطفال]
تعليقات